عطلة عيد العمل . . . الناس يبيعون الأزهار
الحي هادئ جداً. اليوم هو يوم الأربعاء – الأول من أيار. يفتح الجيران نوافذ بيتهم في وقت متأخر و يبدأون بالتنظيف . هذا الشباك كان صادماً لي بعد وصولي إلى مرسيليا. فالجارة تستحم خلف الزجاج المُغشى عارية! الرجل كذلك! لستُ شاذاً. يكفيني نصفُ المشهد إذاً . لكني سرعان ما سأصاب بالملل . خاصةً حين أرى رجلين عاريين تماماً على خشبة المسرح !
لكن اليوم النوافذ لا تخفي جنساً آخر وراءها. نوافذ البيت مشرعة تماماً .
في حديقة البيت جارة تنشر الغسيل على المنشر بينما تثرثر مع صديقتها . يوم عطلة بامتياز. الجميع مسترخون. يربحون الشمس.
في الشارع المشهد أكثر جمالاً.
كثيرون، ليسوا بائعين . لم يكونوا هنا يوماً فيما سبق . يضعون طاولات صغيرة . أو حتى علب كرتونية كبيرة . و يضعون عليها أزهار الحظ. اليوم هو عيد العمل. الجميع يحتفلون بالعمل . الجميع يبتهجون بجمال العمل. و هذه الزهرة . “ليلك الوادي” بالنسبة لهم تجلب الحظ. أياً كان يمكنه أن يقف و يبيع الأزهار اليوم. !!! هذا أقرب للخيال .للأسف لم يقل لي هذا أحد من الأصدقاء الذين سهرت معهم بالأمس . لم يخطر على بالهم ذلك. كان بامكاني لو فعلوا أن أبيع الورود أخيراً. شيئ حلمت به منذ دهور . على طاولة مطعم 2- Due في دمشق قبل أكثر من عشرة أعوام مع سامر. محل لبيع الأزهار.
ظاهرة بيع هذه الزهرة بدأت مع مطلع القرن العشرين في فرنسا، و الحكومة الفرنسية تمنح البائعين في يوم الأول من أيار -مايو – اعفاءً ضريبياً على مبيعاتهم من الأزهار كاشارة للربيع.
حتى Google احتفل شعارها في اليوم العالمي للعمل بهذه الزهرة